نزوح اللبنانيين وتغيير ديموغرافيا العرب- خطر وجودي قادم؟
المؤلف: حمود أبو طالب11.15.2025

على الرغم من التجارب المريرة التي اجتاحت لبنان، حيث كانت حركة النزوح محصورة داخل حدوده، نشهد اليوم تحولاً خطيراً، إذ تتدفق أعداد هائلة من النازحين اللبنانيين إلى الخارج، مما يضع لبنان في مصاف الدول التي يضطر مواطنوها للبحث عن ملاذ آمن وبداية جديدة خارج ديارهم. بذلك، تُضاف حلقة أخرى إلى سلسلة التغيرات الديموغرافية المدمرة التي تعصف بالعالم العربي، حيث تُفرغ الأوطان من سكانها الأصليين وتتحول إلى ساحات خلفية للصراعات والنزاعات، مما ينذر بمستقبل أشد قتامة.
فبعد الغزو الكارثي للعراق عام 2003، الذي حوّله إلى بؤرة ملتهبة من العنف والفوضى، تدفق الملايين من العراقيين اليائسين إلى دول الجوار بحثاً عن الأمان والاستقرار. ثم أتت رياح "الخريف العربي" العاتية لتزيد الطين بلة، وتجبر أعداداً لا تحصى من السوريين والليبيين واليمنيين على الفرار من جحيم الحرب والدمار الذي حل ببلدانهم. ولم تقتصر المأساة على ذلك، فالحرب الأهلية الطاحنة في السودان دفعت الملايين إلى النزوح والهجرة هرباً من الموت والخراب. ومما يثير القلق أن دولاً مثل مصر والأردن، وحتى لبنان قبل الأزمة الأخيرة، أصبحت تعج بملايين النازحين واللاجئين، فضلاً عن أولئك الذين غامروا بالرحيل نحو المجهول في دول غير عربية. إن ما نشهده اليوم يمثل أكبر وأخطر عملية تهجير قسري للشعوب العربية في التاريخ الحديث، رغم كل المآسي والكوارث التي عصفت بالمنطقة في الماضي.
إن هذه الأحداث المروعة قد تكون بمثابة الشرارة التي تشعل فتيل إعادة تشكيل ديمغرافي جذري لبعض مناطق العالم العربي، على غرار ما حدث لشعوب ومجتمعات أخرى عبر التاريخ. ويجب ألا نغفل عن الأطماع التوسعية لإسرائيل، الدولة الوحيدة التي لم ترسّم حدودها الرسمية حتى الآن، ولا يزال طيفها السياسي بأكمله يتبنى شعار "من النهر إلى البحر"، بل ويتجاوزه في بعض الأحيان. وهناك بعض الإشارات المقلقة التي قد تمر مرور الكرام دون أن نوليها الاهتمام الكافي، مثل تصريح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي أشار إلى أن مساحة إسرائيل تبدو صغيرة على الخريطة، مما يعني ضمناً ضرورة توسيعها. وحين تلتقي هذه الطموحات الإسرائيلية مع الدعم اللامحدود من الولايات المتحدة والغرب، فإن الخطر يصبح حقيقياً وداهماً، ولا يمكن الاستهانة به على الإطلاق.
أمام هذا الواقع المرير، يتعين على قادة السياسة والنخب والأحزاب في الدول العربية التي تعاني من الضعف والهشاشة نتيجة الصراعات الداخلية التي تغذيها المصالح الضيقة على حساب المصلحة الوطنية العليا، أن يستيقظوا من غفلتهم ويدركوا الخطر الوجودي الذي يهدد أوطانهم. يجب عليهم أن يتحدوا ويتعاونوا لمواجهة هذه التحديات الجسام، وأن يعملوا بجد وإخلاص للحفاظ على وحدة بلدانهم وسيادتها واستقرارها، قبل فوات الأوان.
فبعد الغزو الكارثي للعراق عام 2003، الذي حوّله إلى بؤرة ملتهبة من العنف والفوضى، تدفق الملايين من العراقيين اليائسين إلى دول الجوار بحثاً عن الأمان والاستقرار. ثم أتت رياح "الخريف العربي" العاتية لتزيد الطين بلة، وتجبر أعداداً لا تحصى من السوريين والليبيين واليمنيين على الفرار من جحيم الحرب والدمار الذي حل ببلدانهم. ولم تقتصر المأساة على ذلك، فالحرب الأهلية الطاحنة في السودان دفعت الملايين إلى النزوح والهجرة هرباً من الموت والخراب. ومما يثير القلق أن دولاً مثل مصر والأردن، وحتى لبنان قبل الأزمة الأخيرة، أصبحت تعج بملايين النازحين واللاجئين، فضلاً عن أولئك الذين غامروا بالرحيل نحو المجهول في دول غير عربية. إن ما نشهده اليوم يمثل أكبر وأخطر عملية تهجير قسري للشعوب العربية في التاريخ الحديث، رغم كل المآسي والكوارث التي عصفت بالمنطقة في الماضي.
إن هذه الأحداث المروعة قد تكون بمثابة الشرارة التي تشعل فتيل إعادة تشكيل ديمغرافي جذري لبعض مناطق العالم العربي، على غرار ما حدث لشعوب ومجتمعات أخرى عبر التاريخ. ويجب ألا نغفل عن الأطماع التوسعية لإسرائيل، الدولة الوحيدة التي لم ترسّم حدودها الرسمية حتى الآن، ولا يزال طيفها السياسي بأكمله يتبنى شعار "من النهر إلى البحر"، بل ويتجاوزه في بعض الأحيان. وهناك بعض الإشارات المقلقة التي قد تمر مرور الكرام دون أن نوليها الاهتمام الكافي، مثل تصريح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي أشار إلى أن مساحة إسرائيل تبدو صغيرة على الخريطة، مما يعني ضمناً ضرورة توسيعها. وحين تلتقي هذه الطموحات الإسرائيلية مع الدعم اللامحدود من الولايات المتحدة والغرب، فإن الخطر يصبح حقيقياً وداهماً، ولا يمكن الاستهانة به على الإطلاق.
أمام هذا الواقع المرير، يتعين على قادة السياسة والنخب والأحزاب في الدول العربية التي تعاني من الضعف والهشاشة نتيجة الصراعات الداخلية التي تغذيها المصالح الضيقة على حساب المصلحة الوطنية العليا، أن يستيقظوا من غفلتهم ويدركوا الخطر الوجودي الذي يهدد أوطانهم. يجب عليهم أن يتحدوا ويتعاونوا لمواجهة هذه التحديات الجسام، وأن يعملوا بجد وإخلاص للحفاظ على وحدة بلدانهم وسيادتها واستقرارها، قبل فوات الأوان.
